Skip to content

الصرافين

August 27, 2013

 

الصرافين

 

 

الصرف فى اللغة: هو صرف الشيئ اى رده الى جهته.

مهنة الصرافة: تعد هذه المهنة من اقدم المهن التى ظهرت فى الاقتصاد الاسلامى , وقد كان اقدم تاريخ لظهور هذه المهنة هو القرن 4 الهجرى/10م.

تعريف الصرافين: الصرافين هم مجموعة من العمال يتعاملون مع الناس لابدال النقود بانواعها الثلاثة( ذهبية-فضية -نحاسية) مقابل ريع معين وتحت سعر صرف محدد ومتفق عليه,

ولقد اطلق على هؤلاء الصرافين لفظ الجهابذة اى الذين يقومون بصرف الاموال , وقد كان عمل الصرافين قائم على التنقل فى المدن والقرى لصرف النقود على حسب السعر الذى تحدده الدولة/دار الضرب.

الربا فى مهنة الصرافة:

 

كانت مهنة الصرافة بها شبهة ربا لان الصراف كان ياخذ نسبة على صرافة الاموال فمثلا اذا كان سعر صرف الدينار 100بارة فيعطى للشخص الذى يريد الصرف 90بارة وياخذ لنفسه 10 بارات , لذلك نجد ان المسلمون ابتعدوا عن مهنة الصرافة لان بها شبهة ربا  واشتغل بهذه المهنة اليهود والنصارى فى العصر العثمانى,

كما قامت كتب الحسبة والشريعة الاسلامية بوضع مجموعة اسس ومبادئ لتعامل الصرافين لابدال النقود وهى:

 

1– شدد المحتسب على الصراف بعدم التعامل بالنقود الذهبية او الفضية المختلط بها معادن اخرى.

2– عدم ابدال النقود الجيدة بالرديئة او العكس, وعدم ابدالا لنقود الصحيحة بالمزيفة, وعدم ابدال المكسور بالصحيح.

3– شدد المحتسب على ان تكون عملية ابدال النقود يدا بيد.

4– شدد المحتسب على الصرافين عدم التعامل بالربا لكن كان هذا البند صعب تحقيقه.

وظيفة العريف:

 

قام المحتسب بتعيين عريفا على طائفة الصرافين لكى يقوم ب :

1– مراقبة الصرافين اثناء عملهم فى الاسواق والحوانيت.

2– يقوم بوزن الصنج التى يتعامل بها الصرافين ويراقب الختم الذى يوجد عليهاحتى يعرب اذا كان سارى العمل ام لا.

ولقد كانت مراقبة العريفين للصرافين قوية حيث كانت عقوبة من ينحرف منهم عن عمله السجن او الاعدام او العزل عن العمل.

 * يعد العصر العثمانى من اكثر العصور التى ظهر فيها عدد كبير من الصرافين وذلك بسبب:

 الامتداد الكبير للدولة العثمانية حيث كان يتم فيها تداول عدد كبير من النقود المحلية بالاضافة الى النقود الاجنبية , فادى كل ذلك الى كثرة وجود الصرافين لتسهيل العمليات التجارية والبيع والشراء.

قانون نامه” سنة 931 هجرية”:

 

قام السلطان العثمانى سليمان القانونى فى عام 931 باصدار قانون نامه والذى امر فيه الصرافين ان يقوموا بتوريد الذهب الى دار الضرب , فقام الصرافين بجمع كميات من الذهب من خلال الحلى والنقود القديمة وبيعها لدار الضرب بسعر مرتفع , واستمر هذا الوضع فى عهد سليم التانى ومراد الثالث.

وقد مثل هذا الامر خطورة على  اقتصاد الدولة لانه جعل دار الضرب فى ايدى الصرافين لانهم اذ ا امتنعوا عن التوريد توقفت الدرا عن سك النقود.

ولقد اتجه الصرافين الى القرض من خلال مهنة الصرافة حيث كانوا يقرضوا الفلاحين مبالغ من الاموال وياخذون نسبة على ذلك , وقد حدث مثل ذلك فى عام 1004هجرية ونتج عن ذلك اغلاق حوانيت الفلاحين وسلبهم اموالهم.

فئات الصرافين فى العصر العثمانى:

 

1- اليهود:

 

كان اكبر عدد من الصرافين الذين ظهروا فى الدولة العثمانية من اليهود وقد ذكرت لنا سجلات المحاكم الشرعية انهم كانوا يتركزوا فى حى الصاغة – وكالة المقاصيص-حارة اليهود, وقد وصلت اعداد الصرافين اليهود فى الدولة العثمانية الى 4الاف يهودى حيث كان لهم باع كبير فى هذه المهنة , الا ان اصل هذه المهنة كان فى يد المسلمين فى بغداد.

وقد كان عدد من يعمل بهذه المهنة من اليهود كثير لانهم كانوا بطبيعة الحال يعملون كتجار حلى وتجار للمعادن الثمينة مثل الذهب والفضةوهذه المهن كانت ترتبط بمهنة الصرافة لذلك عملوا بها, وقد كان لهؤلاء الصرافين اليهود تاثير قوى فى عمليات البيع والشراء والعمليات التجارية والدليل على ذلك ان على بك الكبير قام بجمع الصرافين اليهود بعد سكه لنقوده الفضية لكى يخبرهم باسعار الصرف.

بدا اليهود يقلوا فى مهنة الصرافة فى القرن 12هجرى-18م.

2- الاقباط:

 

عملوا فى مهنة الصرافة مع اليهود لانهم كانوا يعملون بتجارة المعادن الثمينة, الا ان اليهود كانوا اكثر خبرة منهم فى هذا المجال.

3- المسلمين:

 

ذكرت لنا الوثائق ان بداية ظهور المسلمين فى طائفة / مهنة الصرافة فى العصر العثمانى كان فى القرن 10هجرى -16م , كما ان اسماء الصرافين المسلمين ترددت وزادت فى سجلات المحاكم الشرعية.

ولقد شهدت مهنة الصرافة منذ بداية القرن 12هجرى-18م زيادة فى اعداد الصرافين المسلمين وذلك لعدة اسباب:

شهدت هذه الفترة بالفعل زيادة فى اعداد الصرافين المسلمين لان شبهة الربا بدات تبتعد عن هذه المهنة , حيث ان الدولة العثمانية بدات تتعامل مع الصرافين على ان لهم كيان عظيم فى الدولة وان لهم شان عالى, لذلك بدات تعطيهم على راتبهم الفرق الذى كان ياخذه الصرافين من قبل”الربا” , وهذا ان دل على شيئ فهو يدل على عبقرية الحضارة الاسلامية وايضا الدولة العثمانية.

دور الصرافين فى مراقبة وفرز النقود:

 

1– كان للصرافين دورهام فى تيسير العمليات التجارية , حيث ذكرت لنا وثائق المحاكم الشرعية انهم كانوا يقومون بثلاثة اشياء وهى: نقاوة – فرد – عد.

حيث كان لهم دور هام فى فرز النقود السيئة عن الجيدة.

2– كانوا يقومون بمراقبة حركة ضرب النقود, حيث انهم اذا وجدوا نقود مزيفة او مكسورة او كتاباتها غير مضبوطة او منخفضة العيار والوزن كانوا يثورون فى وجه الوالى كما حدث فى دار ضرب حلب.

الالتزام الخاص بدار الضرب:

 

عمل الصرافين فى الالتزام الخاص بدار الضرب فى بلاد الشام خاصة فى دار ضرب حلب ودمشق وكانوا يقومون ب:

1– كان يجتمع بهم مدير دار الضرب وكان يلزمهم بمتابعة دار ضرب حلب ودمشق ومراقبة ماتصدره من نقود وكان ذلك مقابل مبلغ من المال.

2– مراقبة النقود فى الاسواق ومراقبة جودتها وعيارها, مراقبة النقود الاجنبية وعددها.

وقد كان الصرافين هم من يعملون فى الالتزام لانهم اكثر الشخصيات التى تتعامل بالنقود مع الشعب.

خطط الصرافين:

 

كان لكل طائفة من الصرافين خطة او شارع او حارة لكى يجتمعون فيه ,

ومن اشهر الخطط فى العصر العثمانى:

شارع المعز( النحاسين- بين القصرين – الشارع الاعظم)

وكذلم من اشهر الاماكن التى كان يتواجد فيها الصرافين هى :

 

ا– المدارس الصالحية للصالح نجم الدين الايوبى حيث وجد بها عدد كبير من الصرافين اليهود بسبب قربها من عطفة المقاصيص.

ب– كافة انحاء القاهرة( العاصمة التجارية الاولى) , وكافة انحاء الاسكندرية( العاصمة التجارية الثانية) .

ج– كافة المدن والولايات العثمانية.

طائفة الصرافين:

 

كان الصرافين يخضعوا تحت ادارة طائفة , والطائفة كان يراسها شيخ الطائفة.

وظيفة شيخ الطائفة:

 

1– يجتمع بالصرافين ويناقش احوالهم ويحل مشاكلهم ويتواصل معهم لمعرفة مطالبهم من الوالى ثم يعرضها عليه.

2– يتلقى الاوامر والتعليمات من الدولة ثم يجتمع بالصرافين ليخبرهم بها.

نقيب شيخ الطائفة:

 

كان يقوم بمساعدة شيخ الطائفة ويكتب اسماء الصرافين الموجودين فى الطائفة ويتابع احوالهم مع الشيخ.

اشهر شيوخ الطائفة فى العصر العثمانى:

 

هو الشيخ محمد شيخ طائفة الصرافين فى بولاق فى القاهرة المحروسة سنة 1183هجرية , وقد ذ كرته وثائق المحاكم بنص” فخر الدين الشيخ همام شمس الاسلام محمد شيخ طائفة الصيرافة بولاق حاليا”.

وقد كان لكل مدينة وخطة شيخ طائفة وكان بالاسكندرية شيخ واحد كما كان لكل محكمة شيخ طائفة مثل شيخ محكمة بن طولون وشيخ المدارس الصالحية.

شيخ الطائفة وتعيين الجواسيس:

 

منذ القرن ال11هجرى-17م قام شيخ الطائفة بتعيين جواسيس لمتابعة تحركات الصرافين وكان السبب فى ذلك هو:

1– الشكاوى التى وردت للسلطان العثمانى احمد الثالث من قيام الصرافين بالتعامل بالربا وقص حواف النقود وزيادة اسعار الصرف عما حددته الدولة , فقام السلطان العثمانى بالاتصال سرا بشيخ الطائفة الذى قام بارسال الجواسيس وبالفعل تم التوصل لمن كانوا يقومون بهذا وهم خمس صرافين من اليهود من المدارس الصالحية , وتم اعدامهم وارسلت رؤوسهم للسلطان .

2– تلاعب الصرافين فى اسعار صرف النقود, كما انه فى عام 1148هجرى ثارت العامة على الوالى بسبب ضرب النقود الرديئة.

المصارف/الصيارف فى الدولة العثمانية:

 

المصرف الاول:

 

كان هناك صرافان من اليهود هما” بلطجى- ليون” يعملان فى حى غلطة فى استانبول , وقاموا بالاتصال بالدولة العثمانية وطلبوا عمل مصرف ووافقت الدولة وتم انشاء هذا المصرف عام 1847م وعرف باسم المصرف العثمانى , ولكن هذا المصرف خسر تماما لانه كان اول مصرف للدولة العثمانية لذلك لجا الكثير للاقتراض منه فخسر 600الف ليرة واغلق بعد 8سنوات .

المصرف الثانى: 1863م:

 

حيث عرض مدحت باشا على الدولة العثمانية انشاء مصرف قوى فتم انشاء هذا المصرف براس مال فرنسى وعرف باسم مصرف استانبول شاهانا.

المصرف الثالث 1865م:

 

كان يعرف باسم ( ديوان الامن – مصرف الامن – مصرف النقد) ثم تحول اسمه للمصرف العثمانى وعرف فى اوروبا باسم ” ottoman bank” وفتحت له فروع فى شارع عادلى وفى ميدان المنشية بالاسكندرية.

ومن الجدير بالذكر ان هذه المصارف الثلاثة كان نسبة اليهود بها 98 بالمئة لذلك خسرت هذه المصارف الثلاثة لان اليهود كانوا على اتصال بالدول الاوروبية وكانوا يتجسسون على الدولة العثمانية.

 

 

 

اعداد : مى جلال الشاذلى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Leave a Comment

Leave a comment